بسم الله الرحمن الرحيم،
السادة زوار الموقع الكرام،
يسعدني أن أرحب بكم في الموقع الرسمي للهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، والذي يمثل نافذة تواصل مفتوحة بيننا وبين كافة المواطنين والمؤسسات المحلية والدولية. نعمل في هذه الهيئة بروح إنسانية عالية وبرؤية علمية وفنية متطورة، نسعى من خلالها إلى تحقيق العدالة والكرامة لكل من فقدوا أحباءهم، وإلى دعم أسرهم في رحلتهم الصعبة نحو الوصول إلى الحقيقة.
تأسست الهيئة بقرار من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية، قمنا بتطوير هيكل تنظيمي متكامل يضم 7 إدارات فنية وإدارية و7 مكاتب متخصصة، يعمل فيها 194 موظفًا وموظفة من الكوادر المؤهلة والمدربة، بما في ذلك 22 منتدبًا من الخبراء في مجالات الطب الشرعي، والتحاليل المخبرية، وإدارة البيانات، وغيرها من التخصصات الدقيقة التي تتطلبها طبيعة عملنا.
الخبرات العلمية والفنية
تمتلك الهيئة كوادر علمية وفنية متميزة، تعمل بأحدث التقنيات والمعايير الدولية في مجال البحث عن المفقودين. نحن نستخدم تقنيات متطورة في تحليل الحمض النووي (DNA)، ونقوم بتوثيق كل حالة بدقة متناهية من خلال منظومة مركزية متكاملة. كما أن لدينا مختبرات مجهزة بأحدث الأجهزة، وفريقًا من الأطباء الشرعيين والفنيين الذين يمتلكون خبرات واسعة في التعامل مع الحالات المعقدة، مثل تلك المتعلقة بالمقابر الجماعية والكوارث الطبيعية.
الجانب الإنساني
في الهيئة، نؤمن بأن عملنا هو قبل كل شيء عمل إنساني. نحن نتعامل مع كل حالة باحترام وتقدير، ونسعى لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لعائلات المفقودين، الذين يعانون من ألم الانتظار وعدم اليقين. نحرص على أن تكون كل خطوة نخطوها مبنية على الشفافية والحيادية، وأن نكون صوتًا لمن فقدوا القدرة على الكلام.
إنجازات الهيئة
منذ تأسيسها، قامت الهيئة بعدة إنجازات مهمة، منها:
- المقابر الجماعية: قمنا بالتعاون مع الجهات المختصة بتوثيق وفحص العديد من المقابر الجماعية في مختلف أنحاء ليبيا. تم تشريح الجثث وأخذ عينات الحمض النووي، وإعادة دفنها بالطرق الشرعية، مع ترقيم كل قبر وتوثيق موقعه بدقة.
- إعصار دانيال في درنة: في أعقاب الإعصار المدمر الذي ضرب مدينة درنة، قامت الهيئة بتكثيف جهودها للبحث عن المفقودين وتحديد هويات الضحايا. تم تشكيل فرق عمل متخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة، حيث تم انتشال الجثث وتوثيقها، وأخذ عينات الحمض النووي من الأهالي للمقارنة. كانت هذه العملية واحدة من أصعب المهام التي واجهتنا بسبب حجم الكارثة وطبيعتها، ولكننا استطعنا، بفضل جهود الفريق والتقنيات المتطورة، تحقيق نتائج إيجابية في تحديد هويات العديد من الضحايا.
رؤيتنا للمستقبل
نسعى لأن تكون الهيئة مرجعًا إقليميًا في مجال البحث عن المفقودين، وأن نوسع من نطاق عملنا ليشمل كل مناطق ليبيا. نعمل أيضًا على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والمؤسسات العلمية لتبادل الخبرات وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال.
في الختام، أود أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في دعم عمل الهيئة، من كوادرنا المتفانية إلى الشركاء المحليين والدوليين. نعدكم بأن نستمر في العمل بكل إخلاص وتفانٍ لتحقيق العدالة والكرامة لكل من فقدوا أحباءهم، ولنكون جزءًا من بناء مستقبل أفضل لليبيا.
مع خالص التقدير،
أ.د كمال سالم أبوبكر
رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين